شخصيات و مقالات

حتي لا ننسي .. نحن إستدعيناه من ثكنته العسكرية ليكون رئيساً

 

بقلم / خالد العوامي
المتحدث الرسمي لحزب الحركة الوطنية المصرية

 

” نحن نصنع مصائرنا بأيدينا ” ، ومن يظن عكس ذلك نحسبه خاطئ في التقدير والحساب ، وصعاب الدنيا بأثرها يمكنها ان تنحني إذلالاً أمام شخص ، يملك إرادة ويعرف أين يضع موطأ قدمة ، وربما ونحن نعيش الان أجواء وذكريات ، ” ثورة 30 يونيو ، وخارطة طريق 3 يوليو ، وتفويض 24 يوليو .. ونتذكر كيف كنا ؟ ، وكيف أصبحنا ؟ ” ، تجدنا نزداد ثقة في إرادة الإنسان المصري ، الذي إعتقد بذاته ان بمقدوره الإنتصار ، فحقق ما اعتقد ، ونال ما أراد .

وبما ان ذكري تفويض الشعب ، “يوم الأربعاء 24 يوليو 2013 ” ، لوزير دفاعه آنذاك الفريق أول عبد الفتاح السيسي ، تحل بعد ايام ، علينا ان ننظر بعمق وبحيادية لتداعيات وأثار ذاك التفويض ، ونرقب أوضاعنا التي كانت ، حتي لا نجني علي أحداً ، او نظلم رجلاً نحن من إستدعاه من ثكنته العسكرية ليكون رئيساً ، وأرجو ألا ننسي كيف بحت حناجرنا تنادي في الرجل ، وتحرض بداخلة مشاعر وطنية ، كم كنا أحوج لها آنذاك ، لا نريد ان ننسي ، او نتناسي كيف إستدعيناه ؟ ، وكيف كنا كالغريق ، يتعلق في كومة من القش ؟ .

وبنظرة أحسب ان فيها الحياد ، ورؤية أظن ان بها الإنصاف ، أستطيع الجزم بإننا لم نكن مطلقاً أمام تفويض من أجل شخص ، بل كان تفويضاً من أجل بلد ، يكاد يفقد هويته ويضيع مستقبله .. تفويضاً أدرك الشعب من خلاله ان سفينة الوطن ، إذا ما بقيت فوق الموانئ راسية ، فلن تصنع فرقاً ، وان إنطلاقها في عرض اليم ، هو ما يجعلها تغير أوضاع تكاد تقهر إرادته ، وتغير مصيره الي البقعة السوداء .

لذا إنطلقت جماهير الشعب الي الميادين هادرة ، لتصنع الفرق ، وتغير ما كان يظن البعض انه لن يتغير .. وكان رهان أهل الشر حينئذٍ ، مُصراً علي إجهاض تحركات الشعب الثائر ، ظناً منهم بانهم قادرون علي إستعادة شرعية مزعومة ، لرئيس فقد الشرعية .. و تأهبت الجماعة وأعوانها في تجهيز المشانق ، إنتقاماً من كل مواطن قال : ” لا ” .. بإختصار كنا جميعاً وبلا إستثناء مهددون باللا عودة ، وأحسب ان من ينكر ذلك ظالم أهله .. ولسنا هنا الان في معرض سرد وتحليل ، كيف تدخل الجيش ؟ ، وكيف إستجاب قائدة آنذاك للإرادة الشعبية ؟ ، فالتاريخ يذكر ذلك ، ويدونه دون جرح .. أو .. أو تزييف .

.. ولكن عظة الذكري ، تؤكد لكل قائد يريد ان ينجح ، بإنه من الضروري أن يتقبل العالم كما هو .. ثم .. ثم يرتفع فوقه رويداً رويداً .. وكلما زاد إرتفاعه محلقاً زاد منظره جمالاً ” ، وبدا ان هكذا فعل القائد .. القائد الذي أراد ان يصنع فرقاً في الأداء ، فتعرض للنقد والذم وإساءة الفهم ، وأحسب ان ذاك جزء من ثمن الوصول الي العظمة .

.. ولعل هذا ما يحدث مع الرئيس القائد ، إذ يري البعض ، ان ظنهم قد خاب في بعض من سياساته ، بل واتخذ هؤلاء البعض ، حالة الغلاء وإرتفاع الأسعار ، منفذاً للطعن في الدولة والنظام ، والتقليل من شأن جهد يبذل ، وتغيرات عميقة تتم علي الأرض ، لكن إحقاقاً للحق فلم يكن أمام الرئيس القائد سوي طريق واحد ، وإلا كنا سندفع جميعاً ثمناً باهظاً ، ليس من جيوبنا فقط ، بل من أعمارنا ، ومصائرنا ، ومستقبل وطننا بأثره .

فربما نتفق بان بعض من السياسات الحكومية يجانبها كثير من الصواب ، خاصة فيما يتعلق بـ ” جيب ” المواطن ، الذي بات فارغاً ، رغم برامج الحماية الإجتماعية ، التي لم تصل علي الأرض للفئات المستهدفة ، فالدعم مازال محتجزاً ، لم يصل الي مستحقيه ، بل أحوج الي إجراءات أكثر عدلاً وإنصافاً .

لكن .. في المقابل لا ننكر أبداً ، مواضع الثقة التي إستردها الوطن ، بعد ان كان يهيم في سكة الضلال المبين ، وبنظرة عابرة الي الحسابات الدولية ، ومعايير القوة والعلاقات الخارجية ، ومكانة مصر التي باتت الأن تزهو فوق السطح العالمي ، ندرك ان الوضع يتغير ، وان جميعها شواهد تؤكد كيف كنا ؟ ، وكيف أصبحنا ؟ ، حتي قوتنا الناعمة باتت الان أكثر بزوغاً .

بالله عليكم ، لا تجلدوا ذاتنا ، ولا تطمسوا حقائق تقلل من جهد يبذل ، لتغيير ظروف كانت حالكة السواد ، كانت أقصي أمانينا ، التخلص من حكم الطغمة الإخوانية الظالم أهلها .. و .. وقد كان .

يا سادة ، إننا الان في دولة أخري .. انظروا الي الغد بأمل مفعم بالطموح .. ثم .. ثم تيقنوا ان العالم بأسره يتنحي جانباً ، كي يفسح الطريق لأم الدنيا ، ” مصر الثانية ” .

.. والسلام كل السلام .. علي من يريد طريق السلام

 

زر الذهاب إلى الأعلى