شخصيات و مقالات

محمد رجب يكتب : مناحم بيجن وراء فكرة انشاء الحزب الوطني

أوحي لـ السادات بتأسيسة ليدافع عن كامب ديفيد قال : ليس لك حزب يدافع عن أفكارك ويضمن استمرار السلام بعد رحيلك

– وهذه حكاية ممدوح سالم شرطي الديمقراطية .. من حارس عبد الناصر إلى رئاسة حكومة السادات .. أقيل بعد انتفاضة الحرامية

لعبت الأقدار والظروف دوراً مؤثراً لصالح ممدوح سالم ، كان حارساً للرئيس جمال عبد الناصر ، ووثق فيه الرئيس لإخلاصه وكفاءته ، فاستمر معه إلى أن عينه عام 1967 محافظاً لأسيوط وبعدها محافظاً للغربية ثم الإسكندرية وخلال عام 1971 كان الرئيس أنور السادات يدبر لانقلاب 15 مايو ، الذي أطلق عليه بعد ذلك ” ثورة التصحيح ” ، باعتبار ما حدث من انقلاب على أركان النظام هو تصحيح لمسار ثورة 23 يوليو ، وأنه الذي قام بالتصحيح من داخل الثورة بصفته أحد قياداتها من الضباط الأحرار .

– تعيينه وزيراً للداخلية

رتب السادات في ذهنه أن يعين صلاح مجاهد محافظ دمياط وزيراً للداخلية محل شعراوي جمعة ، الذي كان ضمن المجموعة التي ينوي السادات الإطاحة بها ، كان مجاهد , ضابط شرطة قبل تعيينه محافظا لدمياط ، وخلال تلك الفترة عقد ضياء الدين داود الوزير في ذاك الوقت وعضو اللجنة التنفيذية العليا للإتحاد الإشتراكي ابن محافظة دمياط مؤتمراً جماهيرياً هاجم فيه السادات ونواياه ، وعلم السادات بما دار في المؤتمر ، كما علم أن المحافظ الذي كان يعده لتولي وزارة الداخلية كان موجوداً في المؤتمر ، ولم يعقب أو يرد على كلام ضياء الدين داود , فأدى تصرف المحافظ إلى أن أعاد السادات النظر في قراره ، وقرر تعيين ممدوح سالم وزيراً للداخلية ، والذي كان في ذاك الوقت محافظاً للإسكندرية .

– إستدعاء الي مكتب الرئيس

رن جرس التليفون في مكتب سالم ، وكان على الطرف الآخر من الخط أحد المسئولين برئاسة الجمهورية ، والذي أبلغه أن الرئيس يستدعيه للقائه غداً ، خلال اللقاء قال له السادات أنه ينوي تعينه وزيراً للداخلية بعدما شرح له ما أسماه المؤامرة التي يدبرها أقطاب النظام من الناصريين , علي صبري وشعراوي جمعة ومحمد فوزي ومحمد فائق وسامي شرف وآخرون , وسأل السادات ممدوح سالم : أين موقعك ؟ , فبادر سالم قائلاً إنه مع الشرعية , وقام بأداء اليمين الدستورية ، وقال له السادات : اذهب الآن إلى وزارة الداخلية ومارس مسئولياتك وثبت الأوضاع الجديدة ، وسوف ينشر خبر بتعيينك ، نفذ سالم ما طلبه منه السادات ، وذهب إلى الوزارة وبعدما أبلغ المسئولين عن مكتب الوزير بأنه صار الوزير الجديد , دخل المكتب وعلى الفور تواصل مع قيادات الوزارة ومديريات الأمن فى المحافظات وبعد أن أنهى أوليات التكليف اتصل بالسادات وأبلغه بأن كل شئ تمام .

– تولي محافظاً لـ أسيوط عام 1967

كنت قد عرفت ممدوح سالم والتقيته لأول مرة خلال توليه محافظة أسيوط عام 1967 ، كنت مسئولاً عن الشباب من خلال موقعي بمنظمة الشباب عن محافظات الصعيد , ويقتضي البروتوكول أن أزور المحافظ خلال زيارتي للمحافظة وقد التقيت به لقاءً تقليدياً , وفي مكتبه أذكر أننا تابعنا خطاب الرئيس جمال عبد الناصر في عيد العمال والذي تضمن توجيه رسالة للرئيس نيكسون لفتح قنوات اتصال مع أمريكا داعياً لصفحة جديدة في العلاقات بين البلدين ، واستمر ممدوح سالم في موقعه كوزير للداخلية ، وكافأه السادات بعد مشاركته في انقلاب مايو 1971 وترقى إلى نائب رئيس وزراء حتى تولى رئاسة الوزارة في عام 1975 .

كان السادات قد رجح كفة ممدوح سالم ، على عبد العزيز حجازي رئيس الوزراء بعدما نشب بينهما الخلاف وخرجت المظاهرات الطلابية تهتف : حكم النازي ولا حكم حجازي ، وسعى حجازي عند السادات ليطلب منه القيام بإجراء تعديل وزاري حتى يطيح بممدوح سالم , لكن السادات أوحى لحجازي بالموافقة وطلب منه إعداد التشكيل بينما كلف ممدوح سالم بإجراء التشكيل الحقيقي وكان سالم يستقبل المرشحين للمناصب الوزارية في مكتبه بوزارة الداخلية بينما يستقبل حجازي مرشحين آخرين بمقر مجلس الوزراء .

– رئيساً للوزارة ولـ حزب مصر

كان السادات قرر الانتقال بالتنظيم السياسي للتعددية الحزبية ، بدلاً من الاتحاد الاشتراكي كتنظيم واحد ، وقرر أن يكون هناك منابر قبل الانتقال إلى الأحزاب لاستيعاب التيارات السياسية من داخل الاتحاد الاشتراكي ، وقرر أن يتولى مصطفى كامل مراد رئاسة منبر اليمين الذي تحول بعد ذلك إلى حزب الأحرار الاشتراكيين ، وأن يتولى خالد محيي الدين رئاسة منبر اليسار الذي تحول إلى حزب التجمع الوطني التقدمي الوحدوي ” توتو ” ، وأن يتولى منبر الوسط محمود أبو وافية _ عديل السادات _ الذي تحول إلى حزب مصر العربي الاشتراكي ، وبعدما صار ممدوح سالم رئيساً للوزراء رأى السادات أنه من الفضل أن يكون رئيس الوزراء رئيساً لحزب مصر ليكون الحزب الحاكم .

شكل سالم المكتب السياسي للحزب برئاسته وعضوية الدكتور فؤاد محيي الدين ومحمد حامد محمود ، وهما سكرتيري عموم الحزب واللواء نبوي إسماعيل والدكتور عبد المنعم القيسوني والدكتور إبراهيم بدران والشيخ محمد متولي الشعراوي والدكتور حمدي السيد ومحمود أبو وافية وعبد الحليم منصور والدكتور محمد عبد اللاه وأنا بجانب عدد من أعضاء مجلس الشعب .

بعد الانتهاء من التشكيل الحزبي كلف السادات ممدوح سالم بإعادة تشكيل الحكومة واقترحنا في المكتب السياسي أن يكون من التقاليد الجديدة أن يناقش المكتب السياسي التشكيل الوزاري قبل عرضه على الرئيس تدعيماً للممارسة الديمقراطية وبالفعل قام سالم بدعوة أعضاء المكتب السياسي وقام بعرض التشكيل الوزاري ومرت الأمور عادية إلا أن أحد الأعضاء أثار مشكلة بشأن إعادة تعيين عز الدين هلال وزيرا للبترول وضم وزارة الصناعة معها ، كان العضو من أسوان انتقد هلال وقال إنه فشل في الوزارة السابقة فهل من المعقول إصافة وزارة الصناعة لمسئولياته ؟! وأضاف : كما أن هذا الوزير ضد الحزب .

– ودوداً ومتواضعاً ويتمتع بمرونة الديمقراطي

تحير ممدوح سالم ولم يرد أن يرد على العضو بأن التعيين اختصاص أصيل لرئيس الجمهورية , لكني أمسكت بالعبارة الأخيرة التي قالها العضو بأن الوزير ضد الحزب وأردت إنقاذ الموقف واعترضت على مسألة أن الوزير ضد الحزب ورويت أن الوزير عز الدين هلال استجاب لي كأمين لشباب القاهرة ونظم برنامجاً تتحمل الوزارة تكاليفه لتعريف الشباب بقطاع البترول والإنجازات التي تتم وقد حضر إلى مكتبي بأمانة القاهرة شخصية قيادية كبيرة من الوزارة بتكليف من هلال لوضع التفاصيل لهذا البرنامج , فكيف يكون الوزير ضد الحزب ؟ تلقف سالم الفرصة وقال : في كل الأحوال سأدعو الوزير للقاء معكم ليعرض سياسة وزارته ويمكنكم ان تناقشوه في كل ما يتراءى لكم ، ويدل هذا الموقف وغيره على سمة رائعة في شخصية ممدوح سالم , إنه كان ودوداً ومتواضعاً ويتمتع بمرونة الديمقراطي الحقيقي الذي يتيح لك الفرصة لعرض أفكارك وآرائك بكل راحة والاعتراض على ما يصدر عنه من قرارات وسياسات ولا يغضب ولا يضمر لك شراً .

– بيجن وقرار إنشاء الحزب الوطني

خلال مفاوضاته مع رئيس الوزراء الإسرائيلي مناحم بيجين سأل بيجين السادات : ما الذي يضمن استمرار معاهدة السلام ” كامب ديفيد ” بعد رحيلك , ليس لك حزب يدافع عن أفكارك ويتبنى استمرار السلام مع إسرائيل ، فكر السادات فيما قاله له بيجين ورأى فيه مسألة منطقية فقرر إنشاء حزب جديد هو الحزب الوطني الديمقراطي كما قرر أن يكون هو نفسه رئيس الحزب ، وكان ممدوح سالم قد كلف بتشكيل الحكومة خمس مرات منذ عام 1975 وحتى عام 1978 ، اختلف السادات على أسلوب سالم في الحكم مرتين , الأولى عندما أجرى انتخابات مجلس الشعب عام 1976 التي تعتبر أكثر الانتخابات نزاهة بعد الانتخابات التي أجراها يحيى باشا إبراهيم في العشرينات وخسر فيها شخصياً وخسر في هذه الانتخابات عدد معتبر من النواب الذين احتكروا مقاعدهم بطرق غير نزيهة وكانت الشكوى التى نتلقاها متكررة في المكتب السياسي وقتها من المرشحين المنتمين لحزب مصر العربي الاشتراكي أن أجهزة الشرطة منحازة ضدهم , وعندما كررنا إبلاغ ممدوح سالم عن هذه الشكاوي كان يؤكد أن الشرطة ليست ضدهم لكنها في نفس الوقت لا تساندهم لأنني أصدرت أوامر مشددة بحياد الشرطة .

– نجح بصعوبة في انتخابات الاسكندرية

ممدوح سالم نفسه واجه صعوبة في معركته التي خاضها بالإسكندرية بل إن زميله مرشح الحزب على مقعد العمال خسر بينما فاز الشاب أبو العز الحريري مرشح حزب التجمع ، وجاء فوز ممدوح سالم بسبب أنه كان محافظاً لـ الإسكندرية من قبل وله فيها محبين كما أن رجال وأنصار الحزب بذلوا جهداً كبيراً لحشد المؤيدين حتى لا يخسر رئيس الحزب ورئيس الوزراء الانتخابات ، وكان من نتائج نزاهة الانتخابات فوز عدد من رموز المعارضة منهم , ممتاز نصار ومحمود القاضي وعادل عيد وخالد محيي الدين وكمال الدين حسين ومحمود زينهم وقباري عبد الله وآخرين وهؤلاء هم الذين اعترضوا بقوة على توقيع المعاهدة مع إسرائيل وقام بعدها السادات بحل مجلس الشعب وإجراء انتخابات جديدة في عام 1979 .

– الإطاحة بممدوح سالم

لكن ما جعل السادات يطيح بممدوح سالم حدوث مظاهرات يناير 1977 التي اندلعت بصورة غير متوقعة وغير مسبوقة بسبب زيادة أسعار السلع الغذائية ، وأذكر أننا في المكتب السياسي طلبنا من سالم أن يحضر الدكتور عبد المنعم القيسوني نائب رئيس الوزراء ووزير الاقتصاد لكي يوضح لنا الموقف قبل رفع الأسعار وجاء القيسوني بالفعل وكان الموقف الجماعي رفض زيادة الأسعار وطلب الوزير محمد حامد محمود عضو المكتب السياسي من القيسوني البحث عن حلول أخرى وقال : إذا زادت الأسعار , لن تنتهي الأمور على خير , ورد القيسوني على مطالبنا بأنها أوامر الرئيس السادات .

زادت الأسعار فخرج الجماهير إلى الشوارع وكان السادات في أسوان فعاد مسرعاً لأنه لم يتوقع رد الفعل الشعبي وتراجع بالفعل عن قرارات زيادة الأسعار لكنه كان يردد أن ممدوح سالم غلطان وأطلق على انتفاضة الخبز اسم انتفاضة الحرامية واتهم حزب التجمع والقوى اليسارية بتنظيم هذه المظاهرات ضده ، وانتهز بعض المقربين من السادات الموقف ومنهم عثمان أحمد عثمان فأوغروا صدره تجاه ممدوح سالم أكثر فأكثر وادعوا أنه يسعى لبناء شعبية جماهيرية تنافسه وأن الناس بدأت تحبه , ودفعوا السادات في اتجاه التخلص من ممدوح وحزبه في نفس الوقت , وعندما أعلن السادات عن إنشاء الحزب الوطني هرول أعضاء حزب مصر إلى حزب الرئيس الذي أقال ممدوح سالم وكلف د. مصطفى خليل بتشكيل الحكومة الجديدة أول حكومة للحزب الوطني الديمقراطي .

– تصفية منظمة الشباب

بعد تشكيل الأحزاب وتولي ممدوح سالم رئاسة حزب مصر كان التوجه الذي جاء على هوى السادات تصفية منظمة الشباب وتوزيع الشباب على الأحزاب ، وكان د. عبد الحميد حسن أميناً عاماً للمنظمة وكنت أميناً مساعدا للتنظيم ، اختلفت رؤانا وآراؤنا فكان من رأيه ترك الشباب لكي ينضموا للأحزاب وكنت أرى عكس هذا الرأي والتمسك باستمرار المنظمة كتنظيم وطني ينتمي إليه الجميع , وربما كان عبد الحميد حسن يعتقد أن الشباب سينضم إلى عضوية حزب مصر لكن الحقيقة أن الشباب كان سينضم لحزب التجمع ، وطرحت فكرة ان يستمر الشباب في المنظمة حتى يكتسب الخبرة الكافية التي تؤهله لحسن اختيار الحزب الذي ينضم إليه .

– حكاية لقائي بسالم لمدة ساعتين

جمع عبد الحميد حسن توقيعات من 18 أمين للشباب بالمحافظات يبدون رغبتهم في الانضمام لحزب مصر فسارعت وطلبت من اللواء النبوي إسماعيل وكان وقتها مدير مكتب ممدوح سالم أن يحدد لي موعداً لمقابلة رئيس الحزب رئيس الوزراء لكي أطرح عليه ما وصل إليه الأمر وأناقشه فيما أعتقده ، وقابلت سالم لمدة ساعتين وصارحته بكل التفاصيل وتمسكي بوجهة نظري ، وقال إن عبد الحميد حسن أبلغه برغبة 18 محافظة في الانضمام للحزب , قلت له : تقصد 18 أمين محافظة وأضفت إن ما يحدث هو فقط استجابة لرغبة الرئيس بتفكيك منظمة الشباب التي يكرهها ، قال رئيس الحزب : كنت آمل أن تتولى أمانة شباب الحزب , لكني اعتذرت مفضلاً أن أستمر في موقعي بمنظمة الشباب , وبعد فترة صمم ممدوح سالم أن أكون أمينا لشباب القاهرة وأن أنضم للمكتب السياسي فقد أدرك أن الخلاف بيني وبين د. عبد الحميد حسن لن يحل إلا بفك الارتباط التنظيمي بيني وبينه .

– الحرس يعترض علي ركوبه سيارتي الصغيرة

كان أمين القاهرة وقتها د. محمود محفوظ الرائع وهو ما أعطاني الفرصة لكي أنطلق في مساحة حرة من العمل الشبابي أنجزت فيها الكثير لأنني كنت صاحب القرار بعد العرض على أمين القاهرة ، وكانت العلاقة بيني وبين ممدوح سالم قد توطدت وخلال تنظيمنا معسكراً بمركز شباب الجزيرة دعوته للحضور ولقاء الشباب فرحب على الفور فرجوته أن يذهب للقاء معي في سيارتي الصغيرة ولا يأتي بسيارة رئيس الوزراء الفخمة فوافق , وقد أبدى قائد حراسته وقتها الرائد محمد زكي _ والذي صار مساعداً لوزير الداخلية فيما بعد _ قلقه لكنه استجاب لمطلبي ، وفي المعسكر عاش سالم يوماً متميزاً وسط الشباب , استمع منهم وأجاب على تساؤلاتهم , وأعجب رئيس الوزراء بما دار في هذا اليوم الذي ظل في ذاكرته يحدثني عنه حتى بعد خروجه من منصبه .

– إستقال من رئاسة حزب مصر

بعد أن قرر السادات إنشاء الحزب الوطني أدرك ممدوح سالم ما ستصل إليه تطورات الأحداث فقدم استقالته من رئاسة حزب مصر وقد حاولت إثنائه عن تلك الاستقالة وإقناعه بأن يمارس دوره ولو كمعارض , لكنه رفض وقال : لن يقتنع أحد أنني صرت معارضاً للسادات ، غادر سالم رئاسة الحزب وتولى رئاسته بعده المهندس عبد العظيم أبو العطا وزير الري وقتها , لكن الحزب كان قد فقد قوته بعد الهجرة الجماعية للنواب إلى حزب الرئيس وهو ما أراه نوعاً من الانتهازية ، وطالت اعتقالات سبتمبر 1981 التي قام بها السادات المهندس أبو العطا الذي توفاه الله في السجن ، وكان ممدوح سالم يقيم في شقة صغيرة باعتبار أنه لم يتزوج وليس لديه من يعوله أو يعيش معه , وبعد توليه وزارة الداخلية خصصت له الفيلا المجاورة لمبنى قناة السويس بجاردن سيتي لإقامته فطلب ممدوح سالم من وزير المالية أن يحدد قيمة إيجار هذه الفيلا وأن يخصم هذه القيمة من راتبه وتم ذلك بالفعل فكان يسدد إيجار الفيلا وكأنه مستأجراً لها , إلى أن خرج من الحكم وبعد خروجه قام السادات بتعيينه في منصب مساعد رئيس الجمهورية وهو منصب شرفي وبعدها تردد أنه سيتولى رئاسة أحد البنوك الاستثمارية وكنت في لقاء معه فسألني عن هذا الأمر فقلت له : ما المانع أن ترأس هذا البنك وداعبته قائلاً : أهي فرصة لتشغيل بعض الشباب عندك , فقال متساءلاً : ما خبرتي أنا بالبنوك ؟! ، ثم إن مرتبي يكفيني _ كان مرتبه 400 جنيه _ .

رحمه الله كثيراً , كان مثالاً للنزاهة والشرف شخصاً وحاكماً .

كاتب المقال : المستشار السياسي لرئيس حزب الحركة الوطنية المصرية وزعيم الأغلبية الأسبق بمجلس الشوري

زر الذهاب إلى الأعلى