المستشار السياسي للحركة الوطنية يروي حكايات نادرة عن مبارك : شخصية تاريخية أعطت الوطن كل ما تملك
- الدكتور محمد رجب : انقذ شاب والدية كانا علي وشك الطلاق .. ولم ينفعل عندما سالته فتاه : لماذا كل رئيس ينسف إنجازات من سبقه ؟!
نعي الدكتور محمد رجب المستشار السياسي لحزب الحركةًالوطنية المصرية وزعيم الاغلبية الأسبق بمجلس الشوري وفاة الرئيس الأسبق محمد حسني مبارك مشدداً علي اننا امام شخصية تاريخيه أعطت لهذا الوطن كل ما يملك حتى الحياة ذاتها داعياً لله العلى القدير ان يرحمه ويتجاوز عن سيئاته وأن يتقبله
وأردف محمد رجب قائلا : كان الرئيس مبارك يستجيب لأي دعوه توجهها له ليلتقى بالشباب وكان يقول لى يا محمد لقاء الشباب فى اى وقت وده أولوياتي أولى واذكر انه كان يلتقى مع الشباب فى معهد إعداد قادة الشباب بمدينة السلام وفى يوم ما دعوناه للقاء الشباب بمدينة السلام ودعاه قيادات الحزب الوطنى للقاء بمعهد الدراسات الوطنيه بروكسى مصر الجديده وقال لا انا حاروح للشباب فى مدينة السلام وعندما استقبلناه انا وقيادات المعهد وانا ارحب به اشكره على تفضله بالحضور لمدينة السلام رد عليا ما انا سبق قلت لك انا تحت امر الشباب فى اى وقت الأولوية للشباب دول قادة المستقبل وحقهم علينا فى كل وقت وكنت عندما ألقاه فى اى مناسبه يسألني اوى ولادك يا محمد اقول له كويسين وبيسلموا على سيادتك فيقول انا باسالك على أولادك بمعهد إعداد القادة اقوله كويسين وعايزين يشوفوا حضرتك فيرد بود شديد انا حجيلهم ولم يكن يتأخر وكانت هناك علاقات حميمية مع الشباب وكان عندما يأتي اليوم ويلتقى بهم يكون سعيدا بالحوار اليوم والاستماع إلى كل وجهات نظرهم وكان بعد إللقاء يقف مستمعا لهم وخصوصا فى اى موضوعات خاصه وكان يسأل البعض عن أحوالهم العائلية والأسرية والمعيشية وكان يتبادل الضحك بروح فكاهية بروح الاب مع أبنائه ولا يجدون حرج فى حوارهم معه .
واضاف رجب وهو يروي جانب من ذكرياته مع الرئيس الاسبق وفى أحد المرات وجدته يتحدث لأحد الشباب بصوت منخفض فسألت الشاب كان فيه حاجه قاللي انا عندى مشكلة فى البيت وابويا مختلف مع امى وهم على وشك الطلاق وطرحت الموضوع على الرئيس فوجدت الرئيس يوجه كلامه لأحد معاونيه الذى وتدخل لحل مشكلة هذا الشاب وابلاغهم بما يتم المهم بعد فتره علمت انه تم التدخل وحل هذا الخلاف وعاد اليا الشاب شاكرا ويطلب مني انه يريد أن يقابل الرئيس ليشكره فأخبرته اننى سوف أنقل شكره للرئيس وفى اقرب المناسبات التى أتيحت لى نقلت إليه شكر هذا الشاب وانه كان يرغب فى الحضور الشكر سيادته فعلمت منه كل التفاصيل التي كانت لديه وقال لى ابلغ هذا الشاب بأن يهتم برعاية والديه وأن يحرص على تفوقه وحرص على ان يقول لى بلغه سلامي وفى أحد مشروعات التى كنا تقيمها للشباب بتملكهم اراضى زراعية فى منطقة النوبارية كان حاضرا فى لقاء ودى قبل اللقاء العام وانا ببلغ سيادته شكر الشباب على هذا المشروع الذى كان يتيح للشباب فرص تملك الأراضى الزراعية وزراعتها فابلغته بعض شكاوى الشباب عند تسويق منتجاتها فوجه كلامه لأحد المسؤلين لحل هذه المشاكل وابلاغهم بها .
كما طلبت منه يومها ان نبدأ المشروع القومى لتنمية سيناء وقلت ان كافة الغزوات التى تعرضت لها مصر جاءت لها من هذه البوابه الشرقيه وأن الأمن القومى لا يتحقق إلا بالتنمية القوميه بسيناء وأن الخلل السكاني يستلزم توطين تلقاه مليون مواطن ينقلون من الوادي الي سيناء حتى انني قلت اننا بحاجة ان مزرعة فى سيناء فرد عليا يعني ايه نزرعهم قلت يعنى يبقوا جزء من سيناء وليسوا ضيوفا عليها لانه سوف يستحيل على اي عدو ان يفكر فى ارتكاب جريمة اقتحام سيناء وسوف يسهم هذا المشروع القومى فى حل مشاكل عديده منها حل مشكلة البطالة ومواجهة الخلل السكاني ووصل البحر بالنهر وانجاز تحديات التنمية المستدامة .
وأضاف المستشار السياسي للحركة الوطنية انني اتذكر ايصاً انه وفى أحد لقاءاته فى معسكر قيادات الشباب من الفتيات وقفت فتاة بشجاعة تسأله قائلة يا سيادة الرئيس انا عايزه اسألك سؤال مش باعتبارك رئيس ولكن باعتبارك مواطن زي زيك هو كل رئيس عظيم طول ماهو قاعد على الكرسى وبعد مايسيب مكانه يبقى هو سبب كل المصائب واستطردت قائلة الرئيس جمال عبدالناصر هو قائد ثورة ٢٣ يوليه وهو اللي بني السد العالى وبني المصانع وحرر الفلاح المصرى وبعد وفاته نسب إليه كل نقيصة وكأنه لم يفعل شيئا والرئيس السادات هو صاحب قرار الحرب والسلام وحرر الارض وحطم استراتيجية الجيش الإسرائيلى الذى لا يقهر وأعاد فتح قناة السويس وبعد اغتياله أصبح هو الذى جر النكبات على مصر ثم قالت احنا جيل لانعرف الحقيقة وهل صحيح ان هذه ثقافة مصرية كل جيل وكل زعيم ينسف كل ما قامت به الأجيال السابقة او ازاحة إنجازات الأجيال او الزعماء الذين سبقوه وأكملت يا سيادة الرئيس هذا الأسلوب بخلق حالة من التشكيك وبيشكك فى المستقبل .
واصارحكم القول اننى خشيت أن يكون الرئيس مبارك قد توتر من هذا السؤال فأخذت الميكروفون كي اخفف من أثر هذا السؤال فنظر الي الرئيس بود هى بتسالك انت والا بتسالنى انا فاعطيته الميكروفون ورد مبتسما قائلا والله يا بنتي انا اللى عايز ارد عليكى باعتباري مواطن زي زيك وانا والله يا بنتى لا كنت عايز ابقى نائب رئيس ولا رئيس وانتم عارفين الظروف اللى تم فيهااختياري فى المرتين وعندما ابلغونى ان المكتب السياسي للحزب قرر اختيارى للانتخاب لمنصب الرئيس اقسم لكم ان أكثر ما دار فى ذهنى انتم حتقولوا ايه عليا بعد ما ترك المنصب وأضاف اسمعى يا بنتى التاريخ سلسلة متصلة الحلقات كل منها يكمل الأخرى والزعماء مصر وطنيين لكنهم بشر يصيبوا ويخطئوا الرئيس جمال عبدالناصر زعيم تاريخى وهو الذى حقق كل الإنجازات التى تحدثت عنها والسادات هو صاحب قرار الحرب والسلام وهو زعيم سابق عصره ولا يجوز أن نقلل منهم وإنجازاتهم والتاريخ هو الذى يحكم والتاريخ لن يظلم احدا والمثل عندنا اللى ملوش قديم ملوش جديد وياريت ربنا يوفقنا ان نضيف الإنجازات شعبنا تحققت بمعرفة هؤلاء الزعماء وهى ليست إنجازات الزعماء وحدهم بل هى إنجازات الشعوب حكاما ومحكومين .
كانت هذه الذكريات منذ ثلاثون عاما وبعد ان رحل مبارك عن كل المناصب بل وبعد ان رحل عن دنيانا ان نقول بأننا امام شخصية تاريخيه أعطت لهذا الوطن كل ما يملك حتى الحياة ذاتها ودعوة لله العلى القدير ان يرحمه ويتجاوز عن سيئاته وأن يتقبله وعقولنا لأسرته للسيدة الفاضلة سوزان مبارك والى الصديقين العظيمين الأستاذ علاء والأستاذ جمال والبقاء لله