حاتم الدالي يكتب: اللواء فؤاد الدالي الشهيد الحي .. وذكرى عيد الشرطة المصرية في ٢٥ يناير
- حكاية أبطال معركة الإسماعيلية .. كيف قاتلوا بشجاعة أذهلت العدو .. وكيف اصطفت قوات الإنجليز مؤدية لهم التحية العسكرية
اللواء فؤاد الدالي .. في هذا التاريخ كانت قوات الجيش الإنجليزي تحتل ضفتي قناة السويس بدعوى حمايتها كشريان مائي دولي وللمحافظة على أسهم الأجانب المشاركين في رأسمالها ويأتي الحديث بالتزامن مع احتفالات المصريين بالذكرى السنوية لعيد الشرطة والذي يحتفل به المصريون من عشرات السنين منذ منتصف القرن الماضي ويوافق الخامس والعشرين من شهر يناير في كل عام تقديرا لمجهودات رجال الشرطة في الحفاظ على مقدرات وأمن الدولة، حيث يأتي ذلك في ذكرى ٢٥ يناير ١٩٥٢ وهو تاريخ أعياد الشرطة المصرية .
قامت قوات الجيش الإنجليزي بمدرعاتها و أسلحتها الثقيلة باستعراض سيطرتها ومحاصرة مديرية الأمن بالإسماعيلية مطالبة الضباط و العساكر بتسليم أنفسهم و أسلحتهم والتي كانت عبارة عن بنادق ومسدسات للدفاع عن النفس.
كان يقود المديرية البكباشي المقدم حسان حسن ابو السعود وبرفقته كلا من/ مصطفى رفعت ضابط الاتصال ويرافقه الملازم أول/ فؤاد الدالي والملازم أول/ صلاح ذو الفقار اللذين رفضوا الاستسلام و تسليم أسلحتهم وكان الاتصال بينهم و بين وزارة الداخلية برئاسة فؤاد باشا سراج الدين منقطع مثل باقي الاتصالات بالقاهرة.
دارت معركة عنيفة و غير متكافئة بينهم بأسلحتهم الخفيفة و بين قوات الجيش الإنجليزي بأسلحته الثقيلة حتى نفاذ ذخيرة قوات الشرطة.
بطل معركة الإسماعيلية
أصيب في هذه المعركة من أصيب و أستشهد من أستشهد و خرجت قوات البوليس مستسلمة بعد نفاذ ذخيرتها واصطفت قوات الإنجليز بقيادة قائدهم مؤديين التحية لهؤلاء الأبطال اللذين قاتلوا بشجاعة و بسالة حتى آخر طلقة في معركة غير متكافئة.
وكان من ضمن هؤلاء الشهداء الملازم أول/ فؤاد الدالي الذى أصيب بعدة طلقات وشظايا في مختلف أنحاء جسده و نقل جثة هامدة إلى المشرحة واستدعيت أسرته لاستلام جسده.
وفي خلال مرور أحد العاملين بالمشرحة بالإسماعيلية بين طاولات الجثث سمع أنين خافت و بتتبعه و جد أنه صادر من جسد الملازم أول فؤاد الدالي فقاموا بنقلة فورا” إلى المستشفى وأجريت له عدة جراحات لاستخراج ما به من طلقات وشظايا إلا أنه تبقت طلقة برأسه بقاع الجمجمة لم يمكن استخراجها لخطورة موضعها.
عاد للحياة مرة أخرى وأرسلته الدولة إلى النمسا للعلاج ومحاولة استخراج الرصاصة إلا أنه أستحال ذلك وعاد لعملة ومعه توصية بألا يتعرض لاهتزازات عنيفة حتى لا تتحرك الرصاصة من مكانها و تسبب نزيف بالمخ.
عاش بعدها و أنخرط في العمل الشرطي وترقى بكفاءة حتى حصل على رتبة لواء ومساعد لوزير الداخلية ومدير لأمن الفيوم.
وفي أثناء تواجده بمكتبة بمديرية أمن الفيوم في 27 يناير 1982 و بعد 30 سنة من أصابته تحركت الرصاصة مسببة له نزيف بالمخ في نفس تاريخ عيد الشرطة.
أرسلت القوات الجوية طائرة هليكوبتر لسرعة نقلة لمستشفى المعادي لإسعافه إلا أن أمر الله نفذ.
عاش حياته متفانيا في عملة مضحيا بحياته من أجل و طنة.
تحية له و لكل شهداء الشرطة الأبطال اللذين يضحون بأغلى ما يملكون من أجل وطننا وأمننا.