قراءة في مشهد ٢٧ سبتمبر.. السيسي يتسلح بظهير شعبي مؤيد لمسيرة الإصلاح الاقتصادي
الجماهير الشعبية صدرت حالة من الحراك السياسي الداعم لتوجهات القيادة في مسيرتها الاقتصادية
إيجابيات النزول الجماهيري من بسطاء الشعب ومحدودي الدخل أثبتت تكاتف المواطنين دون سواهم في إظهار الظهير الشعبي للرئيس الذي جاء للحكم بمطلب شعبي جماهيري مؤمنا بوطنية الرئيس وإخلاصه لتراب هذا الوطن متسلحا بأقوى ما يتسلح به رئيس جمهورية وهو الالتفاف الشعبي المؤيد لمسيرة الإصلاح الاقتصادي.
ومن هنا نبرز دور المواطن الذي صبر وتحمل أعباء الإصلاح الاقتصادي ولمس ايجابية هذا الإصلاح في العديد من المؤشرات الاقتصادية الهامة نذكر منها علي سبيل التذكرة مؤشر التضخم الاقتصادي الذي انخفض الي مستوي ٧.٥% في سابقة نوعية وتاريخية لم تحدث علي مدار سنوات عديدة، متزامنا مع حجم إنفاق عالي جدا موجه لمشاريع البنية التحتية والاقتصادية واللوجستية في قطاعات متعددة بشكل تنموي مدروس علي وجه من الدقة و التي ساهمت في ظهور الدولة الاقتصادية القوية المبتغاة المخيفة للقوي الإقليمية من انطلاق مسيرة هذا الشعب الي ما يرنوا اليه متحليا بكل درجات الإيمان بهذا الوطن وقياداته التي تريد له الرفعة والتقدم.
كمين تفاحة
إن دماء الشهداء الابرار لن تذهب سدي والتي خضبت رمال بئر العبد في كمين تفاحة أثبتت وبلا شك استهداف الوطن بكل إنجازاته وأثبت تواطؤا أجهزة مخابراتية عالمية أعماها الحقد الدفين لهذا الوطن وأعياها تماسك الجبهة الداخلية من أبناء الشعب الذين استهدفتهم منشورات بث روح الكراهية وعدم الانتماء علي مدار الأسابيع الاخيرة.
لقد أفشل الشعب الآبي مخططات الفوضى المنظمة التي ساقتها أساطين الدنس والعبث السياسي لحرمان هذا الشعب من مسيرته الاقتصادية، حاول فيها المتبطلون والمنبطحون من عبدة الهيمنة الامريكية والصهيونية تصوير شعب مصر أنه منغلب علي أمره بكل وقاحة وحمق سياسي، متناسين العمق التاريخي للشخصية المصرية ومصداقيتها في حب الوطن، وتناسوا أخلاق شعب مصر ووطنية في غلق الباب علي مثل هذا الهجمات الفكرية علي مدار سنوات طويلة، شهدَّ التاريخ لأبناء مصر محاولات تنظيمات التطرف من ستينات القرن الماضي علي وأدها والقضاء عليها حتي أمس.
الشرفاء هم شعب مصر جميعا وقفوا أمس ليؤكدوا لفئة الضلال ورعاة الفتنة أننا شعب آبي له كرامته وله ثوابته الخالصة بإيمان التكاتف واللحمة الوطنية خلف قيادته المخلصة، حضروا من كل قرية ومدينة عمال وفلاحين شيوخا وشباب سيدات وأطفال حاملين العلم الوطني متدثرين بثقتهم والإيمان المطلق بأن الله يحمي ويحرس هذا الشعب، حدسهم وحسهم الوطني مطلق في دولتهم الاقتصادية القوية التي يبنيها شباب هذا الوطن الأوفياء، موقنين بأننا قطعنا مشوارا طويلا في مسارنا الاقتصادي وان من يحاولون عرقلة هذه المسيرة يريدون لهذا الوطن العودة للخلف وعدم استكمال خططنا الاقتصادية، وهو ما رفضته الجماهير والوفود الشعبية من مختلف محافظات مصر.
تفويض الرئيس
الشعب لم ينزل لتفويض الرئيس والحكومة في ادارة ملف التنمية الاقتصادية فحسب فالتفويض مسبقا تم في ٣٠ يونيه، بل نزل لحرصه علي حث الرئيس والحكومة ومجموعتها الاقتصادية علي الإسراع في خططها التنموية رافضا الانصات لدعاة الفتنة، متفائلين بإخلاص قيادتنا لهذا النداء الذاتي في قلوب الشباب الواع والمثقف تثقيفا واقعيا اكتسبه علي مدار سنوات من سلبيات المضي خلف الفوضى ومحاولات إثناء الشعب عن هدفه الاسمي وهو رفعة هذا الوطن اقتصاديا وعسكريا، شعب له معتقداته الثابتة الخالدة في جينات مورثة من الأجداد تأبي علي كل موتور ومتآمر ان ينال منها مهما حاولوا.
لهذا يجب استثمار هذا النفير الشعبي بإطلاق المزيد من خطط التنمية الموزونة اقتصاديا لتخلق روحا من الطمأنينة الاقتصادية وتحافظ علي مكتسبات التنمية المستدامة التي أطلقتها المجموعة الاقتصادية تتمثل في دور أكثر تفاعلا علي معايير الجودة والاداء الاقتصادي لكل الجهات المعنية.
محدودي الدخل
نظرة الحكومة الي محدودي الدخل يجب أن تفعل بحزمة من الآليات المحفزة لقطاعات التعليم والصحة بشكل اكثر ايجابية، تدعم بشكل مباشر هذه القطاعات وتدفعها الي أفق أكثر جذبا للتخصصات العلمية من شباب الجامعات وصغار العلماء والباحثين، وتمزج بين قدرات الشعب وموروثه الثقافي لنعلم جيلا جديدا من القادة القادرين علي حمل راية هذا الوطن اقتصاديا وثقافيا، نريد صحوة تنموية تستهدف الشخصية المصرية تؤهلها لصيانة المستقبل وتؤمن الأجيال من محاولات الالتفاف علي الإرادة المصرية بداية من الأطفال حتي الشيوخ.
نظرة الحكومة يجب أن تعيد لهذا المواطن المصري الصبغة الاقتصادية من منطلق الزراعة الاساس الاول في التنمية الاقتصادية لأي مجتمع، وان تخلق للفلاح المصري أفق التنمية في مشاريع قومية لإعادة القطن المصري للواجهة العالمية متبوعا بمسار صناعي يخدم هذه الزراعة ويعزز من وجودنا الاقتصادي علي خارطة القطن العالمي، نظرة الحكومة يجب ان تشمل مشروعا قوميا لإعادة صياغة ورسم للخارطة المحصولية والمائية بما يسمح من توفير مساحات جديدة تستهدف الاكتفاء الذاتي من السلع الاستراتيجية، من القمح والذرة وبانتهاج زراعية حديثة موفرة للمياه تراعي الأفق المحصولي والمناخ والبيئة وتسمح بأعاده الاستهداف الأمثل للموارد المائية، نجحت الحكومة في زراعة الأسماك بالأساليب الحديثة وبدأت توتي ثمارها في الناتج القومي المحلي ونجحت في الاكتفاء الذاتي من الأرز والسكر ونتمنى ان تكون دراسات الاكتفاء الذاتي من القمح والذرة مشاريعا قومية تتضافر فيها الجهود علي كافة المستويات للوصول الي إنتاج ١٨ مليون طن قمح و١٥ مليون طن ذرة.
إحياء صناعات الغزل النسيج
نتمنى نظرة من الحكومة نحو إحياء صناعات الغزل النسيج وتطويرها حتي مستوي المنسوجات والمنتج النهائي بمشروعات وطنية تستهدف إثراء هذه الصناعة كثيفة الأيدي العاملة وتراعي كل إحداثيات ومعايير الجودة وتدفعها الي معارك التنافسية العالمية، نتمنى أيضا أن تشمل خطط الحكومة تطوير صناعات الطاقة والبتروكيماويات لتصل الي الصناعات ولا سيما استخراج الأسمدة النيتروجينية من المستوي الثالث وغيرها وتفعيل منظومات الطاقة الشمسية في كافة القطاعات ولا سيما المزارع لتكون الإنتاجية الزراعية اقل كلفة وأكثر تنافسية امام الدول الإقليمية المنافسة.
نظرة الحكومة يحب ان تشمل ايضا اصحاب المعاشات وكبار السن بشكل اكثر تجاوبا وحرصا علي تذليل كل المعوقات التي تواجه هذه الفئة، وتفعيل قوانين تمس احتياجات الاسرة والمواطن وتخلق نوع من التكافل الاجتماعي المبني علي الانتاج لمحدودي الدخل وليس علي مستوي المساعدات، كذلك نتمنى نظرة من البرلمان لتفعيل قوانين الحياة الشخصية وحماية موروثات الشخصية المصرية والحياة الاجتماعية بما يحفظ ويصون البيت المصري ويحافظ علي تماسك الاسرة المصرية ضد هجمات هدم الشخصية المصرية.
التوجه البناء
الرئيس وحده لن يستطيع تحقيق ذلك والكل مطالب بتحرير فكره نحو هذا التوجه البناء وان كان الرئيس في هذا الخندق يحارب بكل ما اوتي من قوة واصرار فقد قامت الجماهير الشعبية بتصدير حالة من الحراك السياسي الداعم لتوجهات القيادة في مسيرتها الاقتصادية، وعلي الحكومة استثمار هذه الطاقة في تحرير الشخصية المصرية الي مسار العمل الاقتصادي بإطلاق مبادرة الدولة القوية اقتصاديا ووضعها هدفا تنمويا وتعليما في مقررات ومناهج التعليم، وبحثها علميا في إطار يدمج معالم الشخصية المصرية في مسارها الاقتصادي للوصول الي ناتج قومي زراعي يتعدى ٤٢% وناتج صناعي يتجاوز في مساهماته ٣٥%.
نظرة الحكومة يجب أن تكون ايضا باحثة وراعية الي مواردنا السياحية العالمية وتنميها لما لهذا الجانب من إسهامات مباشرة في تقليص الفوارق في الموازين الاقتصادية بيننا وبين الدول الإقليمية التي تحارب مسيرتنا ولا نترك لها المجال السياحي دون منافس.
لدينا مقومات الدولة الاقتصادية وربان السفينة وقائدها وطني فذ يحترم كرامة المواطن المصري، ويحترم تطلعات ابنائه فهنيئا لشعب يتمسك بمسيرته وهنيئا لقائد أثبت مصداقيته في حب الوطن.
كاتب هذا المقال: طارق جعفر الامين العام لحزب الحركة الوطنية المصرية بالمنوفية وعضو الامانة العامة