بدء الملء الثاني للسد اعلان حرب من جانب اثيوبيا .. العين بالعين والسن بالسن والبادي اظلم
د محمد رجب لـ الوكالة نيوز : قادرون علي اشعالها ناراً .. لن نفرط في حقوق اجيالنا القادمة .. يا واكل قوتي يا ناوي علي موتي
قال الدكتور محمد رجب زعيم الاغلبية الاسبق في مجلس الشوري والمستشار السياسي لرئيس حزب الحركة الوطنية المصرية انه منذ ان بدا في الأفق ، بوادر ازمة سد النهضة الاثيوبي ، وحرصت مصر علي حل هذه الازمة بطريقة ودية ، وقدمت مصر كل الحلول السلمية القائمة علي الحوار الموضوعي ، كونه خلاف بين دول ثلاث صديقة وشقيقة ، ولم تحاول مصر ان تلوح ولو مرة واحدة باستعدادها لاستخدام القوة ، وادار الرئيس عبدالفتاح السيسي هذه الازمة باعتباره رجل دولة محترم ، ورئيس لاكبر دولة تقع علي نهر النيل ، واضعاً في الاعتبار العلاقات التاريخية ، التي تربط الدول الثلاث .
وتابع الدكتور محمد رجب في تصريحات خاصة لـ ” الوكالة نيوز ” مؤكداً علي ان مصر منذ البداية انتهجت سياسة تشجيع دول الحوض علي تنمية نفسها ، وقدمت المساعدات علي اختلاف انواعها ببن الدول الافريقية ، مشيراً الي انه ومن المتعارف عليه دولياً انه لايسمح لاي دولة ان تقيم مشروعات علي نهر النيل ، الا بموافقة الدول التي تقع علي النهر ، ولان مصر تضع في اعتبارها اهمية مساعدة اثيوبيا لاقامة مشروعات التنمية التي تريدها ، لذا لم تعترض لا مصر ولا السودان بوصفهما دولتي المصب ، رغم انه كان بإمكانهما الرفض ومنع اقامة مشروع سد النهضة ، وفي هذه الحالة ، كان من المستحيل ان يقام هذا السد او يتم البدء في انشائه .
واضاف المستشار السياسي لرئيس حزب الحركة الوطنية المصرية في تصريحاته الخاصة باننا نعرف ان مشروع سد النهضة ، عندما بدا التفكير في اقامته في سنوات مضت ، رفضت مصر ، وكان من المستحيل ان يري هذا المشروع النور ، بل وكان من المستحيل ان تقدم منظمات التمويل الدولية ، وبعض الدول التي بادرت في تمويل هذا المشروع ، الا اذا واففت دولتي المصب مصر والسودان ، واذا ما رفضتا الدولتين ، او احداهما اقامة المشروع او حتي لم تعطي موافقتها ، ما كان ينبغي لهذا المشروع ان يتحرك خطوة واحدة للامام .
واردف زعيم الاغلبية الاسبق في مجلس الشوري قائلاً : لكن دولتي المصب رأتا ان تمنحا موافقتهما ، خصوصاً وان مشروع سد النهضة الاثيوبي الذي قدم في البداية ، كان يقوم علي اساس ارتفاع السد ، لن يزيد عن 14 قدم ، وهذا الارتفاع لم يكن يمثل خطراً علي دولتي المصب ، ولا علي حصتهما المقررة منذ اتفاقية عام ١٩٥٨ ، لكن بعد ان تمت الموافقة من جانب دولتي المصب ، تم العبث من جانب اثيوبيا بما تم الاتفاق عليه جملة وتفصيلاً ، حتي وان ارتفاع السد اصبح 74 قدماً ، وحذر الخبراء من هذا الخطر المحتمل والمتوقع ، ونبهت ايضاً دولتي المصب الي تلك المخاطر التي يمكن ان تتعرض لها نتيجة هذه التجاوزات العبثية فيما سبق وتم التوافق بشأنه ، عبث تخطي كل البنود المتوافق بشأنها من قبل .
وسعت كل من مصر والسودان ” والكلام مازال علي لسان الدكتور محمد رجب ” سعتا بالتنبيه تارة ، والتحذير تارة اخري ، وتم تنظيم عشرات الاجتماعات بين الدول الثلاث لحل الازمة سلمياً ، علي اعتبار ان قضية مياة نهر النيل بالنسبة لمصر تعد بمثابة قضية حياة او موت ، فلقد عاشت اجيال مصرية كثيرة ، ويترسخ في وجدانها وضميرها ، ( ان مصر هبة النيل ) ، واثناء الاجتماعات المتعددة التي شاركت فيها الدول الثلاث منفردة ، او بمشاركة الاتحاد الافريقي ، واثناء الاجتماعات ادرك المصريون ان هناك مماطلات من جانب اثيوبيا ، ومع هذا ظلت مصر متمسكه بالحوار السلمي ، القائم علي العلاقات الاخوية ، بينما رأي كثير من قطاعات كبيرة من المصريين ان الاثيوبيين يماطلون ، حتي يتمكنوا من استكمال بناء ما يسمونه عندهم بـ سد النهضة .
واوضح زعيم الاغلبية الاسبق في مجلس الشوي قائلاً : انه في الوقت الذي ظلت فيه مصر والسودان تتمسكا بمبدأ الحوار ، في هذا الوقت نادت كثير من القوي الشعبية ، من انه لابد من موقف اكثر حسماً ، في مواجهة هذه المماطلة ، التي مارستها وتمارسها اثيوبيا ، بعبارات صدرت عنها بدا منها وبوضوح تهديداً سافراً لحقوق تاريخية لدولتي المصب في مياه نهر النيل ، حيث كان يخرج بعض كبار المسؤولين الاثيوبيين ، مرددين ان اثيوبيا هي صاحبة السيادة علي نهر النيل مخالفين بذلك كل القوانين الدولية ، التي تنظم العلاقات علي الانهار ، والتي تقع في اكثر من دولة ، مشدداً علي ان نهر النيل يقع عليه تسع دول من المنبع الي المصب ، ولايحق لاي دول منفردة ان تقيم اي مشروع علي النهر دون الحصول علي موافقة من كل الدول علي النهر .
واضاف المستشار السياسي لرئيس حزب الحركة الوطنية المصرية خلال تصريحاته : انه من الأكاذيب ، التي يرددها بعض القادة الاثيوبيين ، ان حق اثيوبيا من مياه النيل تمثل 86 قي المائه ، وتابع د محمد رجب ساخراً : ” ومش عارف بأمارة ايه ” يردد هذا المسؤول او غيره مثل هذه الادعاءات المضللة ، كذلك اعلان القادة الاثيوبيين ، انهم سيبدأون الملء الثاني في يوليه القادم ، مع موسم الأمطار ، ويتحدثون بغطرسة بانهم لن ينتظروا موافقة من احد ، بل انهم ماضون فيما قرروه ، ويشككون في استئناف الاجتماع الرباعي ، الذي اقترحته السودان ، والتي حذرت خلال اقتراحها من ان البدء بالملء الثاني لـ سد النهضة سوف يؤدي الي غرق الاف الافدنة من الاراضي السودانية .
وشدد الدكتور محمد رجب علي ان اكثر من اثنين مليون فدان من الاراضي المصرية بسبب ما يسمونه لديهم بـ سد النهضة ، وسوف تتحول ملايين الافدنة الي اراصي بور ، وعلي المجتمع الدولي ان يعرف ويتيقن بان قضية مياه نهر النيل ، بالنسبة لنا قضية حياة او موت ، وليس هناك مصري واحد مستعد ان يقف متفرجاً ، حتي تسلب حياته ، مرضحاً بان اي محاولة من جانب اثيوبيا ، لـ بدأ الملء الثاني في يوليو الم بل دون انتظار حوار او توافق مع دعوات ، مجلس الأمن والاتحاد الافربقي ، ودولتي المصب مصر والسودان ، يعتبر انتهاك للسيادة واعتداء علي حقوقنا التاريخية ، واؤكد ان الشعب المصري وقياداته ومؤسساته الوطنية لن يفرطون في قطرة ماء واحدة .
وواصل زعيم اغلبية الشوري الاسبق تصريحاته الخاصة قائلاً : واذا كانت اثيوبيا قد استمرأت موقف كل من مصر والسودان ، فارجوا ان يعرف الاخوة في اثيوبيا ، انهم يدعون الي الحرب ، ونحن قادرون علي اشعالها ناراً ، وأعود وأؤكد لهم انه لا يوجد مصري واحد سيفرط في حقه ، وحق بلاده ، وحق اولاده ، وحق اجيالاً قادمة ، ” من مياه نهر النيل ، ولعل المثل الشعبي القائل : ” يا واكل قوتي .. يا ناوي علي موتي ” ، لذا اكرر واكرر وللمرة العشرين ، ان اثيوبيا اذا ما بدأت ، في الملء الثاني لـ سد النهضة ، فمعني ذلك بدون لف او دوران ، ” اعلان حرب ” من جانبها ، وهنا يجب ان يعرف الاخوة الاثيوبيون ، ان العين بالعين ، وان السن بالسن ، والبادئ اظلم .. اللهم انني قد بلغت اللهم فاشهد .